الاثنين، 26 أبريل 2010

حنــــيــــن



ذات يوم , يوم لا أستطيع نسيانه و هو يوم عيد ميلاد طفلتي الصغيرة , ابنتي حنين التي 

بلغت الخامس عشرة من عمرها , لقد قمت في هذا اليوم باكرا لأحضَر لها الكعكة التي 

تحبها , كعكة البرتقال , و لكني لم أجد البيض فقررت الذهاب الي السوق لأشتري 

بعضا منه , و في أثناء خروجي مررت بغرفة ابنتي حنين و لم أجدها , ناديت

 عليها فلم يجبني أحد , فخرجت لأبحث عنها لعلها تلعب خارجا و لكني لم أجدها أيضا 

, عدت الى غرفتها لعلها مختبئة في مكان ما , و بينما أنا اخطو الي داخل الغرفة 

نظرت تحت قدمي فوجدت ظرفا أبيضا فالتقطه و قمت بفتحه فوجدت به رسالة مكتوبة 

بخط ابنتي حنين , لقد كان خطها مميزا , كانت تبعثر النقاط و كانت تميل بالكلمات 

كنت دائما أضحك عندما ارى كتابتها و لكني اليوم أبكي , فلقد رحلت طفلتي و لم تترك 

سوى تلك الرسالة التي خطتها بيديها الصغيرتين

:أمي الحبيبة

سوف أرحل يا أمي , فلا تبكي على رحيلي

فأنا من أخترت طريقي , أنا من قررت مصيري

لقد اتهموني بأني فتاة , اتهموني بالضعف و الجبن و العجز

اتهموني بأني غير قادرة على الدفاع عن وطني لمجرد أني فتاة

فهم لا يعلمون بأن هذه الفتاة بداخلها قلب شجاع لا يهاب سوى الله

فسأثبت لهؤلاء الجبناء أني قادرة على الدفاع عن وطني ولو بقطعة حجر و بالتضحية من أجله

هؤلاء الجبناء الذين قيَدوا وطني و قتلوا أصدقائي و أهلي و دمرَوا كل منزل جميل

و أحرقوا كل شجرة شامخة على أرض هذا الوطن

لقد تدمرَت ذكرياتي مع كل منزل دمِر و أحرقت مع كل شجرة أحرقت و قتلت مع كل طفل قتل

فقررت أن أنتقم لذكرياتي , لأصدقائي ولوطني

سوف أجمع كل قطعة حجر أمام منزلنا و القي به على رؤوسهم لعلهم يستيقظوا من سباتهم العميق

أعلم يا أمي بأنهم سيطلقون عليً رصاص أسلحتهم فهم جبناء يخافون من قطعة حجر صماء

و لكني فدى هذا الوطن

فلا تبكي يا أمي على رحيلي بل كوني سعيدة , فإبنتك صارت شهيدة 


فأصمدي يا أمي , أصمدي لأجل هذا الوطن


بعد قراءتي لهذه الرسالة التي ابتلت بدموع عيني , سمعت صوت طلقات نارية فخرجت 

راكضة فوجدت طفلتي راقدة بلا حراك , لقد رحلت , رحلت الى ذكرياتها إلى أصدقائها

وكان يوم وفاتها هو يوم ميلادها



هناك 3 تعليقات:

  1. ياااااااه حزينة اوي اوي
    انت اللي كاتبها يا جبيبتي

    ردحذف
  2. ليه بس الحزن ده كله يامشمش .. ؟

    ربنـا ما يجيب زعل أبدآآ ..

    ردحذف